يرى بعض الاشخص ومن بينهم علماء بيولوجيين وعلماء دين بأن الشيخوخة في الاعضاء المختلفة لجسم الانسان ليست إلا مرضاً يمكننا مكافحته ، ويمكننا ايضاً الشفاء من هذا المرض.
وان الانسان يستطيع أن يقلل أو يمنع من ظهور الشيخوخة ، حتى أن العقود الاخيرة من العمر سوف تصبح من ربيع العمر ، فيما يصبح الانسان في سن المائة كالشاب الصغير في قمة نضوجه وريعانه . ان هناك وجهين لما يسمي بالشيخوخة ، و من الأهمية بمكان أن نعرف ما هو الفرق بين هذين الوجهين ، لأن أحدهما يمكن التحكم به ، لو فعلنا ذلك فلا يوجد أي سبب بيولوجي يمنعنا من الحياة حتى سن المائة والعشرين بل وأكثر مع التمتع بالصحة الطيبة والشكل الجميل للوجه واعضاء الجسم المختلفة.
أم الجزء الأخر الغير قابل للسيطرة من عملية الشيخوخة هو " الساعة البيولوجية " الموجودة داخل جينات الجسم المختلفة ، فإن تغيرات مثل البلوغ وسن اليأس وصلع الذكورة هي عمليات مبرمجة في الجينات و هي تنتهي بمجرد أن تدق هذه الساعة ، وهي في حقيقة الأمر لا يمكن لأي انسان كان السيطرة عليها حتى هذه اللحظة.
ولكن الناس لا يموتون بسبب هذه العمليات المبرمجة في الجينات ، بل يموتون من خلال الأمراض العضوية كالسرطان وأمراض القلب ، وهي أمراض تتسبب فيها بصفة كبيرة ما يسمى بالشوارد الحرة المدمرة (التغيرات في وظائف بعض الاجهزة بشكل خارج عن السيطرة) . وهذا هو الجزء الذي يمكن السيطرة عليه كما ذكرنا سابقاً ، وبالطبع قبل كل ذلك لا بد من الاشارة إلى اننا لا نناقض مشيئة الله وإنتهاء الأجل ولكن الله عز وجل جعل لكل شيء سبب ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تداوو فما أنزل الله من داء إلا وجعل له دواء".
ولقد أظهرت بعض الأبحاث العلمية نتائج مذهلة ، ففي أحد التجارب التي أجريت في جامعة كنتكي الاميريكية قارن العلماء بين قدرة فئران متقدمة في السن و أخرى صغيرة في السن على اجتياز متاهة معقدة ، وارتكبت الفئران كبيرة السن أخطاء بمقدار مرتين نصف مقارنة بالأخطاء التي ارتكبتها الفئران الصغيرة لاختبار المتاهة ، ولكن عندما تم تقديم مضادات الأكسدة للفئران كبيرة السن أصبح لديها القدرة على اجتياز المتاهة بنفس سرعة الفئران الصغيرة ، ان الفئران المتقدمة في السن كان لديها مستويات منخفضة من كيماويات موجودة في المخ تعرف باسم "موصلات الأعصاب" ، ذلك لأن خلايا المخ لديهم كانت قد دمرت بواسطة الشوارد الحرة وهي التي ذكرناها سابقاً و عندما تم تعويض ذلك بمضادات الأكسدة ارتفعت نسب موصلات الأعصاب بصورة ملحوظة بعد عودة الخلايا المدمرة في المخ الى معدلها الطبيعي .
ومن اهم النتائج التي توصل اليها هذا البحث ، ان التدمير الذي تحدثه الشوارد الحرة غير مبرمج ، وانما هو عشوائي تتسبب فيه الأغذية الدسمة ، وضغوط الحياة ، والتعاسة ، وعدم ممارسة الرياضة ، والتدخين ، والتلوث والكيماويات ، والعقاقير والكحوليات ، وغير ذلك من تشكيلة واسعة من الأشياء التي نستطيع أن نغيرها .
وقبل اكتشاف موضوع الشوارد الحرة لم يكن بوسع أي انسان أن يفعل شيئا بالنسبة للدمار العشوائي الذي تحدثه ، سوى النظر اليها والتعرض للموت البطيء ، فاعتقد العلماء اننا قد نحمل في أجسادنا جينات غير منتظمة (يصفها البعض بأنها انتحارية) أو هرمونات كذلك مبرمجة على الانفجار بداخلنا فلا تقتصر اثارها عليها نفسها وإنما تمتد الى غيرها من الخلايا والجينات والهرمونات ، ولكننا نعرف الآن أكثر من ذي قبل ، و نعرف أن كثيرا من الدمار هو نتيجة عمل هذه الشوارد الحرة .
بعض النصائح الهامة التي تؤدي لمحاربة الشوارد الحرة الغير منتظمة التي تسبب الشيخوخة
1. الامتناع عن التدخين
يحتوي دخان السجائر على سموم مدمرة بطريقة مباشرة ، وهي تضرب الحامض النووي في الخلية مما يؤدي للاصابة بالسرطان ، ويؤدي الى تأخر العمر والوهن في البدن ، و السجائر كذلك هي أكبر مصدر مباشر لمادة النيتروزامين يمكن أن يتعرض لها الانسان . و هذه المادة – مع مكونات الدخان الأخري – هى مادة مؤكسدة قوية وأيضا مسببة للسرطان ، وهي تقود الى الاسراع في عملية الشيخوخة ، و الأمراض المرتبطة بها .
2. الاقلال من تناول المأكولات المحفوظة
أشارت بعض الدراسات أن 90% من كل أنواع السرطان التي تصيب الانسان هي من أصل بيئي ، و أن 30-40% منها تحدثها أنواع من الأطعمة . ان اللحوم المحفوظة ( السجق ، و اللانشون و غيرها ) هي أكبر مصادر النيتريت في غذائنا . ومادة النيتريت تقود الى تكون مادة النيتروزامين في أجسادنا ، وعلى سبيل المثال ، فان هنا علاقة هامة بين النيتروزامين و سرطان المعدة .
3. عدم طهي الطعام حتى التفحم ( الشواء )
ان الشواء يمكن أن يحول البروتين و الأحماض الأمينية الى مواد كيماوية قوية من الممكن أن تؤدي الى تلف الحامض النووي لخلايا جسم الانسان ، مما يؤدي الى الاصابة بالسرطان .
4. اختيار نوعية الطعام من حيث الدهون و الفواكه والخضراوات
ان تناول طعام غني بالدهون والبروتينات ، مع اهمال الخضراوات و الفواكه قد ارتبط بزيادة مخاطر الاصابة بسرطان الثدي ، والرحم ، والبروستاتا ، والقولون ، والبنكرياس ، والكلى . والسبب الرئيسي في ذلك أن هذه الأطعمة قد تحتوي على مصادر غير كافية من الطاقة ، و قد تسبب تكون كثير من الأكسجين النشط . و بالطبع ، فان الدهون المشبعة تؤدي الى الاصابة بالسمنة مع كل مخاطرها . ومن ناحية أخرى ، فان الاهتمام بتناول الخضراوات و الفاكهة قد ارتبط بانخفاض نسب الاصابة بأمراض القلب المختلفة ، و أيضا أدى الى تحسين نوعية الحياة.
5. عدم تناول الكحوليات
بغض النظر عن كون الكحول حلال أم حرام ، وهي بالطبع محرمة شرعاً ، ان الكحول مادة سامة تدمر الكبد و بعض مكونات معظم خلايا الجسم ، و هذا يؤدي الى الاسراع في عملية الشيخوخة ، و زيادة القابلية للتعرض لكثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة .
6. استنشاق الهواء النقي قدر الامكان والابتعاد عن الهواء الملوث
ان ملوثات الهواء العديدة هي أسباب قوية للاصابة بالسرطان ، و هي تحتوي الى مواد مؤكسدة تتسبب في الاسراع في عملية الشيخوخة .
7. عدم الاسراف في تعاطي القهوة
ان تناول القهوة بشكل كبير يؤدي الى زيادة ضغوط الحياة ، و هذه الضغوط قد تؤدي الى اضطراب في التوازن الهرموني الذي قد يؤدي بالتالي الى اصابة العديد من أعضاء الجسم بالشيخوخة ، هذا بالاضافة الى أن القهوة تمهد لاصابة المعدة بالالتهاب المزمن و بالتالي الى الاصابة بالقرحة .
وهذا الالتهاب المزمن يؤدي الى افراز مواد ترفع من مخاطر اصابة القلب بالأمراض . و من ناحية أخرى ، فان الشاي الأخضر له تأثيرات مضادة للأكسدة ، و من ثم فان تناوله يمكن أن يكون مفيدا للصحة .
8. تناول الأسبرين يوميا
لوحظ أن تعاطي 80 مج من عقار الأسبرين بشكل يومي قد يؤدي الى انخفاض مخاطر الاصابة بالقلب بطريقة ملحوظة ، وهذه الفائدة يمكن ارجاعها الى التأثير المانع للتجلط للاسبرين ، ان الالتهاب المزمن يمكن أن يلعب دورا في احداث أمراض القلب – كما أسلفنا في النقطة السابقة – و لهذا ، فان تأثير الاسبرين على الالتهاب يمكن أن يكون مفيدا في هذا المجال أيضا .
9. الاهتمام بصحة الأسنان
أثبتت الدراسات الحديثة أن أمراض اللثة المزمنة تقود الى افراز مواد سامة مسببة للالتهاب ، و أيضا بعض أنواع البكتيريا الى مجرى الدم ، مما يؤدي الى زيادة امكانية تكون صفائح تصلب الشرايين ، مع الاصابة في النهاية بأمراض القلب . و هذه العملية تزيد من احتمالات الاصابة بالجلطة الدماغية ، وتؤدي الى الاسراع في عملية الشيخوخة.
10. تجنب الاصابة بالامساك
ان تفريغ الأمعاء يوميا يقلل من نسب الاصابة بسرطان القولون ، و التفسير المحتمل هو تقليل فترة التلامس بين الغشاء المبطن للأمعاء ، والمواد المحتمل تسببها في الاصابة بالسرطان ، والموجودة في فضلات الطعام التي بتخلص منها الجسم . هذه المواد تؤدي الى التأثير على معدل الشيخوخة أيضا . و لقد دلت الدراسات الوبائية في الانسان والحيوان أن زيادة تناول الألياف الغذائية يقلل من مخاطر الاصابة بالسرطانات ، وهذا يتم عن طريق زيادة معدل تفريغ فضلات الجسم .
11. الابتعاد عن العلاقات الجنسة المحرمة ، وتعاطي المخدرات
يؤدي هذا الى زيادة مخاطر التعرض للفيروسات مثل فيروس مرض الايدز ، و أمراض الكبد الوبائية ، وبعض أنواع السرطان مثل الليمفوما. هذه الفيروسات تدمر الحامض النووي لخلايا الجسم بطريقة مباشرة ، و بالتالي تؤثر على عملية الشيخوخة اذا كان في العمر بقية .
12. عدم التعرض للشمس لفترات طويلة
لقد اثبتت العلاقة بين التعرض للشمس وبين الاسراع في عملية شيخوخة الجلد . ان الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس تدمر مباشرة الحامض النووي لخلايا الجسم ، لذا فأن التعرض الزائد عن اللزوم للشمس يعني تجاعيد أسرع ، و أيضا زيادة في مخاطر الاصابة بسرطان الجلد المميت ، و خصوصا لذوي البشرة البيضاء . و التعرض الزائد للشمس قد يزيد من التأثيرات السامة للجسم عموما .
13. التهوية المناسبة للمنزل للتخلص من غاز الرادون
ان غاز الرادون هو غاز يشع من أنواع مختلفة من الصخور و بخاصة الجرانيت ، و هذا الغاز هو مسبب قوي للسرطان ، لذا فأنه من المهم للمنازل التي يكون الجرانيت جزء من مكونات أرضياتها أو حوائطها أن تفتح نوافذها للتهوية اليومية . ان وجود غاز الرادون في جو المنزل يساوي مخاطر تدخين علبتين من السجائر يوما .
14. الوزن المثالي بالنسبة للطول
ترتبط زيادة الوزن بالتصرف غير الفعال في طاقة الجسم ، وزيادة انتاج شوارد الأكسجين الحرة داخل الخلايا ، وهذا يؤدي الى زيادة مخاطر الاصابة بالسرطانات المختلفة ، وأمراض القلب ، و بالتالي الاسراع في عملية الشيخوخة .
15. الحياة العائلية المستقرة
لقد ثبت قطعيا أن وجود علاقات قربى حميمة في مجال العائلة الكبيرة والحفاظ على صلة الرحم (وليس فقط في مجال الأسرة الصغيرة من زوجة وأولاد) له تأثير طيب في القدرة على التأقلم مع صعوبات الحياة ومقاومة الضغوط النفسية المختلفة ، ومن المعروف أن المصاعب النفسية والضغوط المختلفة لها تأثير ملحوظ في زيادة أمراض القلب و السرطان ، وبقية المخاطر الصحية المؤثرة على الحياة . ولقد أثبتت الدراسات أن المعمرين الذين تخطوا سن المائة كانو يتمتعون بعلاقات عائلية دافئة ومترابطة .
16. مقاومة الضغوط
لوحظ أن المعمرين الذين تخطوا سن المائة وهم يتمتعون بقدرة هائلة على مقاومة الضغوط ، وهذه القدرة تنبع من المساندة العائلية التي يتلقونها و التي يمنحونها لاقاربهم وهي وسائل طيبة للغاية في تقليل ضغوط ومصاعب الحياة المختلفة.
17. الاحتفاظ بايقاع متوازن للحياة اليومية
ان تخصيص وقت للعمل ، ووقت كاف للنوم ، ووقت للاستمتاع بالهوايات سيجعل الحياة أكثر بهجة ، مع اعطاء فرصة للحياة والتواصل مع شريك الحياة والأولاد ، مما يجعل الجميع أكثر سعادة . يجب الحرص على ألا يكون المنزل مكانا لاستكمال عمل لم ينجز في المكتب .
18. مراعاة التاريخ المرضي للأسرة (الوالدين و الأولاد) والعمل على الوقاية من الأمراض المحتملة
ان اصابة واحد من الوالدين بمرض السكر يعني امكانية اصابة بعض أولادهم بنفس المرض ، ومن المعروف أن مرض السكر يسبب بعض الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل اصابة العين بالمياة البيضاء ( الكتراكت)، و التهاب الأعصاب الطرفية ، و أمراض العيون و القلب ، و بعض المشاكل بالنسبة للأوعية الدموية .
ان الرقابة اللصيقة لمستوى السكر في الدم لدى مريض السكر هو خير وقاية من كل هذه المخاطر ، كما أن الحرص في تناول السكريات والحلويات قد يحمي الشخص المعرض لمرض السكر من الاصابة الفعلية ، أن العلاج المبكر للكوليسترول المرتفع ودهون الدم وممارسة الرياضة بانتظام قد يقي أيضا من أمراض القلب.
ومن المهم أن نذكر أن الوراثة تلعب دورا هاما في قدرة الشخص على التقدم في العمر. فلو كان أي من فرعي أي عائلة مصاب بأمراض مرتبطة بالتقدم في السن ، فان هذا ينعكس على نسل هذه العائلة ، مما يستدعي الاهتمام بالحالة الصحية لأفرادها و اتباع القواعد الصحية الجيدة لزيادة معدل العمر .
19. ممارسة الرياضة
ان ممارسة التمرينات الرياضية تؤدي الى تحسين انتاج واستهلاك الطاقة في الجسم ، مع تقليل امكانية توليد شوارد الأكسجين الحرة المدمرة للحامض النووي للخلايا ، مما يؤدي الى ابطاء عملية الشيخوخة .
20. تناول مضادات الأكسدة مثل فيتامين هـ ( 800 وحدة دولية ) والسيلينيوم (100-200 ميكروجرام) وفيتامين ج (1000 مح) يوميا
ولقد ثبت علميا ان فيتامين هـ هو أفضل مضاد للأكسدة على الاطلاق ، سواء كان موجودا في الطعام أو كمكمل غذائي . و لقد اظهرت الدراسات البيئية أنه يقلل من تقدم مرض الزهايمر ، و أمراض القلب، والسكتة الدماغية . و هو يؤدي أيضا الى تقوية الجهاز المناعي للجسم . و ثبت أيضا أن السيلينيوم يظهر تأثيرات واضحة في منع الاصابة بمرض السرطان .
ما هي مضادات التأكسد و ما هي وظيفتها ؟
ان فيتامينات ج و هـ و البيتاكاروتين ومادة السيلينيوم تسمى بمضادات التأكسد و اضافتها للغذاء بكمية مناسبة يساعد في الحصول على الصحة و الحيوية والشباب . ان جسمك يقوم بعمليتي البناء والهدم يوميا ، فأنت تتنفس و تخرج عوادم انهدام أنسجتك فيما تأكل يوميا ويقوم الجسم ببناء ماتهدم بل و اضافة المزيد .
و في سن الطفولة يكون الجسم في حالة بناء أكثر من الهدم فينمو الطفل ، و في مرحلة الشباب يكون البناء مماثل للهدم ، فيتوقف النمو ، بينما يكون الهدم أكثر من البناء في مرحلة ما بعد الشباب ، وهنا تحدث الشيخوخة .
وكل يوم يقوم الجسم بتعويض الأنسجة والخلايا التالفة حتى تستمر الحياة . والذي يدمر هذه الخلايا والأنسجة هو جزيئات شديدة الفاعلية تسمى "الشوارد الحرة " و هذه العناصر تتكون أثناء العمليات الحيوية في الخلية ، ويتحول 2 % من الأكسجين الذي نتنفسه الى هذه الشوارد الحرة .
كما أن التلوث و التدخين و التعرض للاشعاع والاصابات هي مصادر معروفة لهذه الشوارد الحرة التي ان تركت بغير سيطرة تستطيع احداث أضرار جسيمة للخلايا مما يؤثر سلبا على وظائفها ، و رغم انك لن تستطيع رؤية تأثير هذه الشوارد الحرة على أنسجتك فانك تستطيع مقارنة هذا التأثير بالتأكسد الذي يحدث لتفاحة مقطوعة و متروكة معرضة للهواء اذ تتحول للون البني .
ولقد ظهرت دلائل متزايدة تربط بين هذه الشوارد الحرة و الاصابة بالأمراض المزمنة ، و يحاول جسمك مقاومة هذه الشوارد الحرة عن طريق مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج و هـ و البيتاكاروتين الموجودة في الفواكه والخضروات الطازجة والبقول و المكسرات .، لذا حاول أن تتناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي ستحقق لك الحماية من كثير من الأمراض .
مضادات التأكسد ودورها في التقليل من مخاطر أمراض القلب الناتجة عن ضيق أو انسداد الشريان التاجي :
ان الغذاء الغني بالكوليسترول يؤدي الى تصلب الشرايين و بالتالي الى أمراض القلب الناتجة من ضيق أو انسداد الشريان التاجي المغذي لعضلة القلب ، واذ ترتفع نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة في الدم فانه عندما يتعرض للشوارد الحرة المدمرة يتحول الى مادة سامة ، وهنا تتدخل كريات الدم البيضاء لمقاومتها مما يؤدي الى بطء سريان الدورة الدموية و بالتالي الى انسداد الشرايين .
و لقد وجد العلماء أن الاقلال من تناول الأغذية الغنية بالدهون مع تناول مضادات التأكسد مثل فيتامين ج و هـ يقود الى التقليل الى حد كبير من أمراض القلب الناتجة عن ضيق أو انسداد الشريان التاجي ، ومن ثم فان العلماء ينصحون الآن بتناول فيتامين ج و هـ قبل تناول وجبة غنية بالدهون لمنع التأثيرات الضارة لهذه الدهون على الدورة الدموية .
الجديد في مجال علاج الشيخوخة
والجديد في مجال ابطاء الشيخوخة والحفاظ على الشباب لأطول فترة ممكنة، ماتوصل اليه مجموعة من العلماء في جامعة كاليفورنيا في العام الماضي ، فقد تمكنوا من تطوير بعض المكملات الغذائية ، وتمكنوا بواسطتها من اعادة الشباب الى فئران معملية متقدمة في السن حتى وصفت النتائج بأنها "مذهلة" ، مما ينعش الآمال في تحقيق نتائج مشابهة لدى البشر .
ولاحظ العلماء أن اضافة نوع من الأحماض الأمينية الى آخر من الأحماض الدهنية أدي الى استيقاظ الفئران المسنة وكلها حيوية ونشاط ، كما أصبحت أدمغتها في حال أفضل ، ولوحظ أن حيويتها ونشاطها أصبحتا مماثلة للفئران الأصغر سنا ، مع تحسن ملحوظ في أداء الذاكرة ، وقدر الباحثين أن أثرهذه المواد على الفئران يشبه عودة انسان عمره 80 عاما الى حالة شخص في منتصف العمر .
يعمل الحمض الأميني على زيادة الطاقة ، فيما يعمل الحمض الدهني كمضاد للأكسدة ، وهاتين المادتين موجودتان بطريقة طبيعية في خلايا الجسم ، وتعمل المادتان على أعضاء دقيقة في الخلايا تسمى مايتوكوندريا وهو تمثل محطة توليد الطاقة في الخلية ، وتدهور عملها يؤدي الى ظهور اعراض الشيخوخة ، كما أن الابقاء عليها في حالة طيبة يجعل الخلية أكثر شبابا في كل وظائفها .
وتعمل المادتان المستعملتان في البحث على التخلص من الشوارد الحرة التي تؤدي الى تدمير عمل الخلايا ، وقد لوحظ أن الفئران التي تناولت هاتان المادتان لم تتعرض خلايا الذاكرة بأدمغتها الى تأثير ضار من هذه الشوارد الحرة المدمرة .
وهكذا ، يبدو أن البشرية في طريقها للتخلص من مرض "الشيخوخة" وليس الهرم ، كما تخلصت من مرض الجدري ، وكما هي في الطريق الى التخلص من مرض "شلل الأطفال" ، حتى تصبح الشيخوخة جزء من الماضي ، ويصبح الشباب هو الحالة السنية الدائمة للانسان ، فيما لا يتعارض مع مشيئة الله عز وجل.